حل سؤال استمرت الدولة العباسية نحو.
الإجابة الصحيحة هي : ٥ قرون.
استمرت الدولة العباسية نحو..
الدولة العباسية هي إحدى أهم وأقوى الخلافات الإسلامية، والتي حكمت الأراضي الإسلامية لأكثر من خمسة قرون، من منتصف القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) إلى منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). امتدت الدولة العباسية من الأندلس غربًا إلى بلاد ما وراء النهر شرقًا، وشهدت خلال حكمها عصورًا من الازدهار والرخاء والتقدم العلمي والثقافي.
النشأة والتأسيس
تأسست الدولة العباسية على يد أبو العباس السفاح عام 750م، بعد إسقاط الدولة الأموية. ونسبت الدولة إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. استطاع العباسيون اكتساب ولاء المسلمين من خلال الادعاء بأنهم أحق بالحكم من الأمويين، وأنهم ينتمون إلى آل البيت.
دولة الخلفاء الأوائل
شهدت فترة حكم الخلفاء الأوائل، أمثال المنصور والرشيد والمأمون، ازدهارًا كبيرًا للدولة العباسية. وتميزت هذه الفترة بالاستقرار السياسي والعسكري، والتقدم العلمي والاقتصادي. أسس العباسيون في هذه الفترة مدينة بغداد عاصمة لخلافتهم، والتي أصبحت مركزًا للتجارة والثقافة والعلوم.
عصر الترجمة
شهدت الدولة العباسية عصرًا ذهبيًا للترجمة، حيث قام العلماء والمترجمون بنقل العديد من الأعمال الفلسفية والطبية والعلمية من اليونانية والسريانية والفارسية إلى العربية. ساهم هذا الجهد في نقل التراث العلمي العالمي إلى الحضارة الإسلامية، وإثراء الفكر الإسلامي.
التقدم العلمي
ازدهرت العلوم المختلفة في ظل الدولة العباسية، وظهر علماء بارزون في مختلف المجالات، مثل ابن سينا وابن الهيثم والبيروني. تقدم العلماء في مجالات الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا، وأسسوا العديد من المراصد والمكتبات ودور العلم.
التأثير الثقافي
انتشرت اللغة العربية والثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي في ظل الدولة العباسية. وبرز الشعراء والكتاب والفنانون، ومنهم أبو نواس والمتنبي والبحتري. كما ازدهرت الفنون الإسلامية، مثل الخط والزخرفة والعمارة، وظهرت روائع معمارية مثل جامع دمشق الكبير ومسجد سامراء الكبير.
الضعف والتراجع
بدأت الدولة العباسية في الضعف والتراجع في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، بسبب عوامل داخلية مثل الصراعات على السلطة وثورات الأقاليم، وعوامل خارجية مثل ظهور دول منافسة مثل الدولة الفاطمية والدولة السلاجقة. استمر ضعف الدولة العباسية حتى سقوطها على يد المغول عام 656هـ (1258م).
استمرت الدولة العباسية نحو خمسة قرون، وشهدت خلالها عصورًا مختلفة من الازدهار والرخاء والتقدم العلمي والثقافي. أسست الدولة العباسية مدينة بغداد كمركز للخلافة، ونقلت التراث العلمي العالمي إلى الحضارة الإسلامية، وشهدت ازدهارًا في العلوم والفنون. وبالرغم من ضعفها وتراجعها في أواخر حكمها، إلا أنها ظلت تمثل إرثًا عريقًا في تاريخ الإسلام.